ماذا لو لم يكن الألم؟
#وعي_حيوي #المناظر #ماذا_لو
يظهر الألم في حديث الناس كأنه العدو الأول للحياة.
ومع ذلك، لم يختبر الإنسان يومًا وجودًا بلا ألم كي يقارن فعليًا.
لكن ماذا لو اختفى الألم بالفعل؟
تخيّل جسدًا يعيش بلا إشارات حمراء.
لا صداع ينبّه، لا وخز يوقظ، لا حرارة تقول إن هناك خللًا.
قد تبدو الفكرة مريحة في ظاهرها، لكن أول ما يسقط هنا هو الوعي بالجسد نفسه.
فما الذي سيحدث إذا أصيب إنسان بمرض بسيط لا يسبّب ألمًا؟
لن ينتبه.
لن يطلب المساعدة.
وسيتحوّل ما كان مجرد إعياء صغير إلى مرض كبير… وربما إلى نهاية لم يكن لها داعٍ.
الألم، بهذه البساطة، هو "لغة التحذير" التي تمنح الجسد فرصة للعودة قبل فوات الأوان.
لكن الأمر لا يقف عند الطب.
الألم أيضًا هو الحدّ الذي ينظم الإيقاع الداخلي للعاطفة.
من دونه، لن نعرف قيمة العافية، ولا معنى الخسارة، ولا وزن التجربة.
سيتحوّل الإنسان إلى كائن يتحرك بلا إشارات، بلا فرامل، بلا مقياس.
لهذا ربما لا يكمن السؤال الحقيقي في:
"ماذا لو اختفى الألم؟"
بل في:
"كم من الألم يحتاجه الإنسان ليبقى واعيًا… دون أن يصبح منهكًا؟"
سؤال يظل مفتوحًا،
تمامًا مثل كل الأسئلة التي لا نملك الشجاعة للإجابة عنها دفعة واحدة.