المرشد الافتراضي — الشيخ ماء العينين (الصحراء/السمارة)
منظار الحضارة :
قد تبدو الصحراء مكانًا فارغًا،
لكن من يطأ رملها يعرف بسرعة
أن الفراغ ليس حقيقة… بل عادة نظر.
في هذا الامتداد الهادئ،
مرّ رجال كثيرون،
لكن قليلين تركوا أثرًا يستمرّ حتى بعد أن تختفي خطواتهم.
الشيخ ماء العينين واحد من هؤلاء القلّة؛
ليس لأنه كان صاحب سلطة،
بل لأنه فهم الصحراء بطريقة لا يشبهها شيء في المدن.
كان يعرف أنّ الطريق لا يكون واضحًا دائمًا،
وأن الرمل يخفي أكثر مما يكشف،
لكنّه كان يسير كمن تعلّم أن الإصغاء أهم من الرؤية.
فالصحراء، كما يقول المرشد،
لا تُفهم بالعين… بل بالسكون الذي يولد حين يهدأ الداخل.
الخيام،
ورائحة الشاي فوق الجمر،
وخطوات الجمال عند الفجر،
كلّها كانت جزءًا من “مدرسة” لا تُكتب في الكتب… بل تُعاش.
وحين يروي المرشد قصته،
لا يتحدث عن معارك ولا عن صراعات،
بل عن ذلك الاتزان العميق
الذي يجمع بين اللين والحزم،
وكأنّ الرجل كان يدرك أن من يملك نفسه
لا يخشى ما يواجهه في الطريق.
الشيخ ماء العينين لم يكن يمرّ بالصحراء…
كان يقرأها.
وكان يجد في اتساعها ما لا تجده المدن في ازدحامها:
مساحة يتذكّر فيها الإنسان حجمه الحقيقي،
ورغبته الأولى في أن يكون حاضرًا… بلا خوف.